محمود طلعت موسي

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
محمود طلعت موسي

الرياضيات وطرق التدريس


    من أخطائنا في تربية أولادنا وطرق علاجها في الإسلام (1) خشية الناس

    محمود
    محمود


    عدد المساهمات : 1884
    تاريخ التسجيل : 19/02/2010

    من أخطائنا في تربية أولادنا وطرق علاجها في الإسلام (1) خشية الناس Empty من أخطائنا في تربية أولادنا وطرق علاجها في الإسلام (1) خشية الناس

    مُساهمة  محمود الأحد يوليو 18, 2010 3:08 am



    من أخطائنا في تربية أولادنا وطرق علاجها في الإسلام (1) خشية الناس


    من أخطائنا في تربية أولادنا وطرق علاجها في الإسلام

    ... إليك بعض ما رصدته وحررته من هذه الأخطاء :

    خشية الناس

    يلحظ المتأمل لحال كثير من الناس كيف تؤدي تربيتهم لأبنائهم إلى أن تنصرف نفس النشءِ عن مراقبة الله وتغفل عن خشيته وتعظم في نفسه خشية الناس ومراقبتهم

    وذلك بسبب ما يُلقى في روعه منذ الصغر بأن عليه الفعل والترك رغبة في الفوز برضى الخلق ...

    وذلك كقول بعضهم لمن يربيه :

    تجنب هذا لكيلا يضحك عليك الناس

    واعمل هذا يحبك الخلق

    وماذا يقال عنا وعنك الناس حينما تعمل كذا وكذا وأنت فلان بن فلان ...

    وهذا المسلك يورث في النشءِ – من حيث لا يشعر المربي – الرياء

    ويجعله يأتي من الأعمال ما يوافق أهواء الخلق ومن الأقوال ما يكون له صدى عند المجتمع المحيط به

    من غير نظر إلى رضا الله سبحانه وتعالى وسخطه

    ومن آثاره السيئة :

    صعوبة التخلي عن العمل المخالف للحق إذا تبين له ضلاله فيه

    خوف انتقاد الناس ولمزهم وهمزهم

    وأسوأ ما ينتج عن هذا الأسلوب :

    أن يعتاد الإنسان الالتفات إلى البشر في عبادته ومعاملاته فيتعبد لربه من صلاة وصيام وغيره ...
    إذا كان المجتمع يؤيد هذا الاتجاه ولكن إذا خلا إلى شيطانه لجَّ في طغيانه
    وترك عباداته لغياب الرقيب البشري وعدم تعوده استشعار الرقابة الإلهية
    كما أن تعامله مع الخلق في سائر معاملاته يُصبغ بهذه الصبغة

    إذ يحاول أن يأتي عمله في صورة مثالية أمام البشر – من سرعة الإنتاج وبشاشة في الوجه –
    حتى ينال رضاهم واستحسانهم
    ولا مانع أن يصاحب هذا العمل – في الخفاء - البخس والظلم والتطفيف من حيث لا يشعر صاحب الحق
    ليقينه بجهل من يتعامل معه بحقائق هذه الأشياء التي أدخل إليها البخس والتطفيف

    ولقد ورد في القرآن الكريم تصوير لواقع هذه الفتنة المنحرفة حيث قال تعالى :
    ( ومن الناس من يقول ءا منا لله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين يخادعون الله والذين ءامنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون )

    قال ابن كثير عند تفسير هذه الآية :

    ( قال ابن جريج: المنافق يخالف قوله فعله وسره علانيته ومدخله مخرجه ومشهده مغيبه ) ...

    وحري بالمربي الأريب أن يستشعر عظم المسؤوليه التي ألقيت على عاتقه فيغرس في نفوس أبنائه مراقبة الله في السر والعلن والعمل على تحقيق العبودية له في المنشط والمكره

    كأن يقول له :

    يا بنيَّ اترك هذا العمل يحبك الله ولا تعمل هذا يمقتك الله
    وعليك بكذا وكذا تفز بجنة عرضها السموات والأرض
    واحرص على هذا تنل محبة الله ورضاه ... سواء كان في ذلك رضا الناس أم سخطهم
    إذ مقاليد الأمور كلها بيد الله تعالى :
    ( قل إن الأمر كله لله يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك )...
    وكتب معاوية إلى عائشة رضي الله عنها أن اكتبي إليّ كتابا توصيني فيه ولا تكثري علي
    فكتبت عائشة إلى معاوية :

    ( سلام عليك ، أما بعد : فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

    " من التمس رضا الله بسخط الناس كفاه الله مؤنة الناس ومن التمس رضا الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس . والسلام عليك ) *

    *رواه الترمذي في سننه
    وقد قال الإمام ابن حزم رحمه الله ... :
    ( من قدر أنه يسلم من طعن الناس وعيبهم فهو مجنون ) *

    *"مداواة النفوس" لابن حزم



      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد أبريل 28, 2024 6:28 am