محمود طلعت موسي

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
محمود طلعت موسي

الرياضيات وطرق التدريس


    الصراحة كيف تراها؟؟

    محمود
    محمود


    عدد المساهمات : 1884
    تاريخ التسجيل : 19/02/2010

    الصراحة كيف تراها؟؟ Empty الصراحة كيف تراها؟؟

    مُساهمة  محمود الجمعة مايو 14, 2010 4:00 pm

    الصراحة كيف تراها؟؟

    إن ديننا الحنيف قد أعلى من شأن النصيحة حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم : " الدين النصيحة..". الحديث،من هنا ربى الإسلام أهله على قول الحق وإن كان مرا ، وعلى الصراحة مع القريب والبعيد.




    النبي يربي أصحابه على الصراحة:




    فعند بيعة العقبة وقبل أن تتم البيعة قام أبو الهيثم بن التيهان رضي الله عنه فقال: يا رسول الله إن بيننا وبين القوم حبالا (يعني اليهود) وإنا قاطعوها،فعل عسيت إن فعلنا ذلك ثم أظهرك الله أن ترجع إلى قومك وتدعنا؟عندئذ أجابه الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يتبسم: "بل الدم الدم ، والهدم الهدم.أنا منكم وأنتم مني أحارب من حاربتم وأسالم من سالمتم".فلم نجد منه غضبا أو تبرما أو انفعالا أو إنكارا على هذا الرجل بسبب صراحته ، إنما وجدنا تعظيما لهذا الخلق في نفس هذا الرجل والأمة من ورائه.
    وحين صلى بهم الرسول صلى الله عليه وسلم صلاة رباعية ركعتين قال له ذو اليدين بكل أدب وتوقير واحترام وصراحة أيضا:يا نبي الله أقصرت الصلاة أم نسيت؟. فقال صلى الله عليه وسلم: "لم أنس ولم تقصر".عندئذ أجاب الصحابة رضي الله عنهم بكل صراحة:بل نسيت يا رسول الله. فلم يعنفهم ولم يعتب عليهم ولم يستشعر حرجا فأكمل الصلاة وسجد للسهو.
    فأين أصحاب الوجاهات من هذا الخلق؟ وهل يتحملون صراحة الأتباع كما كان يتحملها رسول الله صلى الله عليه و سلم؟.




    مفاهيم مغلوطة




    إن بعض الناس قد سادت عندهم مفاهيم مغلوطة في هذا الجانب فبعضهم يرى أن من لوازم الصراحة سوء الأدب ؛ فتراه غليظا شديدا إذا نصح ، مستخدما الألفاظ الجارحة والكلمات النابية فلا يترتب على نصحه خير؛لأنه أخطأ الطريق بل أفسد من حيث يريد الإصلاح.وقد رأينا فيما سقناه من أمثلة فيما سبق كيف أن الصراحة كانت مقترنة بأدب جم وحرص على مشاعر الآخرين مما يجعل النفوس منقادة للنصيحة متقبلة لها.



    ومن المفاهيم المغلوطة هنا أيضا خلط البعض بين المداراة والمداهنة ، فتراه يقر المنكر ويعاشر الفاسق ولا ينطق بكلمة بحجة المداراة أو مراعاة المصالح والمفاسد مع أن الفرق بين المعنيين كبير،فالمداراة كما ذكرها العلماء خلق من أخلاق المؤمنين يعني خفض الجناح للناس، ولين الكلمة، وترك الإغلاظ لهم في القول.وذلك من أقوى أسباب الألفة. في حين أن المداهنة كما بينها العلماء هي معاشرة الفساق وإظهار الرضا بما هم فيه من غير إنكار عليهم.ولا شك أن مثل هذا السلوك محرم في شريعتنا.


    الصراحة خير من النفاق والمجاملة بالباطل



    إن بعض الناس يضيق صدره إذا واجهه الآخرون بالصراحة فيغضب وينفعل ولا تنضبط ردود أفعاله مما يجعل الآخرين يحجمون عن مصارحته ومناصحته. ولو كان عاقلا حقا لعلم أن المصارحة والمناصحة خير من الغش والنفاق وإظهار الرضا مع إبطان البغض والكره له ولأفعاله.



    وقد كان العقلاء والصالحون يطلبون الصديق الناصح ويحرصون عليه لعلمهم أنه أحد أسباب نجاتهم في العاجل الآجل

    منقوووووول

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين أبريل 29, 2024 1:53 am